Manaqib Al Abi Talib
مناقب آل أبي طالب
بدينك ربا ليس رب كمثله
وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه
ولو كان تحت الأرض ستين واديا
وكان تبع الأول من الخمسة التي كانت لهم الدنيا بأسرها فسار في الآفاق وكان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم فلما وصل إلى مكة كان معه أربعة آلاف رجل من العلماء فلم يعظمه أهل مكة فغضب عليهم وقال لوزيره عمياريسا في ذلك فقال الوزير إنهم جاهلون ويعجبون بهذا البيت فعزم الملك في نفسه أن يخربها ويقتل أهلها فأخذه الله بالصدام وفتح من عينيه وأذنيه وأنفه وفمه ماء منتنا عجزت الأطباء عنه وقالوا هذا أمر سماوي وتفرقوا فلما أمسى جاء عالم إلى وزيره وأسر إليه إن صدق الأمير بنيته عالجته فاستأذن الوزير له فلما خلا به قال له هل أنت نويت في هذا البيت أمرا قال كذي وكذي فقال العالم تب من ذلك ولك خير الدنيا والآخرة فقال قد تبت مما كنت نويت فعوفي في الساعة فآمن بالله وبإبراهيم الخليل وخلع على الكعبة سبعة أثواب وهو أول من كسا الكعبة وخرج إلى يثرب ويثرب هي أرض فيها عين ماء فاعتزل من بين أربعة آلاف رجل عالم أربعمائة رجل عالم على أنهم يسكنون فيها وجاءوا إلى باب الملك وقالوا إنا خرجنا من بلداننا وطفنا مع الملك زمانا وجئنا إلى هذا المكان نريد المقام إلى أن نموت فيه فقال الوزير ما الحكمة في ذلك قالوا اعلم أيها الوزير أن شرف هذا البيت بشرف محمد ص صاحب القرآن والقبلة واللواء والمنبر مولده بمكة وهجرته إلى هاهنا وإنا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا فلما سمع الملك ذلك تفكر أن يقيم معهم سنة رجاء أن يدرك محمدا وأمر أن يبنوا أربعمائة دار لكل واحد دارا وزوج كل واحد منهم بجارية معتقة وأعطى لكل واحد منهم مالا جزيلا
ابن بابويه في كتاب النبوة أنه قال أبو عبد الله ع إن تبعا قال للأوس والخزرج كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه
وروي أنه قال
قالوا بمكة بيت مال داثر
وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد
Page 15