77

** المطلب الثاني في الحركة

المشهور عند المتكلمين أن الحركة عبارة عن حصول الجسم في حيز (1)، بعد ان كان في حيز آخر (2)، والأوائل قالوا : الموجود يستحيل أن يكون بالقوة من كل وجه ، فإن كونه موجودا حاصل له بالفعل بل إن كان موجودا بالقوة فمن وجه دون آخر ، فخروجه من القوة الى الفعل إن كان على التدريج كان حركة ، وإن كان دفعة فهو الكون ، فالحركة كمال أول لما بالقوة من حيث هو بالقوة.

ثم جعلوا الحركة اسما لمعنيين :

** أحدهما :

القطع ، وبهذا المعنى ليس للحركة وجود إلا في الأذهان لا في الأعيان ، لأنها إنما توجد بتمامها إذا انقطعت الحركة.

** الثاني :

الأعيان.

وعرفها الرازي بانها هي الحدوث او الحصول او الخروج من القوة الى الفعل يسيرا يسيرا او بالتدريج او لا عن دفعة ، جاء ذلك في : المباحث المشرقية ج 1 ص 547.

واورد على التعريف الاخير بانها تبتني على فهم معنى الزمان والزمان عبارة عن مقدار الحركة فيلزم الدور ، ثم نقل تعريفا آخر عن المتقدمين قريبا مما نقله العلامة هنا عن الاوائل (نفس المصدر ج 1 ص 548).

انظر عن بحث الحركة بالتفصيل : الاسفار الاربعة ج 3 ص 21.

Page 119