294

فعل الشهوة والمشتهي جميعا هذا خلف ، ولأنه لو كان مشتهيا ونافرا لكان جسما والتالي باطل والمقدم مثله والشرطية ظاهرة ، فان المشتهي هو الذي إذا أدرك ما يشتهيه صح جسمه والنافر هو الذي إذا أدرك ما ينفر عنه فسد جسمه والله تعالى ليس بجسم.

وقال القاضي عبد الجبار (1): لا دلالة على كونه محتاجا فيجب نفيه.

وقال سديد الدين سالم بن محفوظ صاحب المنهاج من الامامية (2): لو كان محتاجا فحاجته إن لم يكن موجودة في الخارج انتفت ، ولأن الذهن (3) إن طابق استدعى الخارج وإلا فجهل ، ولأن المحتاج محتاج في نفسه وإن لم يوجد الذهن وإن كانت موجودة في الخارج ، فإن كانت واجبة الوجود تعدد الواجب ، وإن كانت ممكنة فان استندت الى واجب الوجود بالايجاب بشرط ، فذلك الشرط إن كان معلولا للواجب على الاطلاق لزم قدم العالم ، وإن كان بشرط ، تسلسل ، وإن كان بالاختيار فهو محال لأن الحكيم لا يفعل في ذاته الحاجة ، وان استندت الى غيره فذلك الغير ممكن وهو محال والا لزم التسلسل.

ثم اورد على نفسه بأن قال : يلزم مما ذكرتم الدور ، لأن كونه تعالى حكيما انما يتم بعد بيان كونه غنيا ، فلو بنيتم كونه غنيا عليه لزم الدور.

وأجاب بأن الحكيم يطلق على معنين : الأول العالم بحقائق الأمور ، والثاني

Page 342