269

الأول

في أنه تعالى غير مركب

** مقدمة :

الأمور ، فوجود الجزء سابق على وجود الكل والذهني أيضا مطابق للخارج فللجزء في الذهن التقدم ، ثم إن تصور التقدم مغاير لتقدم التصور وكلاهما حاصل للجزء ، والتركيب قد يكون خارجيا وقد يكون ذهنيا ، فإن أجناس الماهية إنما تتميز عن فصولها في الذهني أما في الخارج فهي متحدة فليس في الخارج حيوان مطلق وناطق وانضم منهما معنى ثالث هو الانسان ، بل وجود الإنسان هو وجود الحيوان الذي ذلك الحيوان هو الناطق.

وتحرير هذا الموضع ذكرناه في كتاب الأسرار (1).

وأجزاء الماهية قد يكون بعضها أعم من بعض ، إما مطلقا كالحيوان والناطق ، أو من وجه كالحيوان والأبيض ، وقد لا يكون كتركيب العلة والمعلول في الذهن.

اذا عرفت هذا فنقول : كل مركب فهو مفتقر الى جزئه (2) وجزئه غيره وواجب الوجود لا يفتقر الى غيره ، ومن هاهنا يظهر أن الوجود نفس الماهية في حقه تعالى ، وبهذا (3) يندفع أيضا قول من تشكك هاهنا بأنه يحتمل أن يكون واجب الوجود مركبا من اجزاء واجبة فلا يفتقر الى غير اجزائه.

Page 317