62

اعلمي يا صادقة الطوية، أنه لما بلغني خبر قدومك من الحرب، ومعاناة الطعن والضرب، أتيت لأهنيك بالانتصار، على أعدائنا الأشرار، فوجدتك قد ذهبت إلى المنام، ووجدت سيدتي جوليا في البستان، محفوفة بالهموم والأحزان، فسلمت عليها فلم ترد علي السلام، ودنوت منها فطردتني من ذاك المقام، ولاطفتها فأغلظت علي، ومدحتها فأوصلت الشتم إلي، فاختفيت قليلا لأسمع مقالها وأطلع على أحوالها، فوجدتها تتغزل ببختيار، وتذكر أنها فقدت في حبه الاصطبار، فدخلت عليه مرة ثانية فأظهرت وجدها علانية، فنصحتها فما انتصحت، وهددتها بالشكوى إليك فما ارتدعت، فجئت ورفعت إليك قصتي؛ لتعامليني من فضلك بالتي.

ملكة (لفرناس) :

أأنت سمعتها تتغزل ببختيار؟

فرناس (للملكة) :

نعم، وحق العزيز الجبار، وقد تجسست أحوالها مرة أخرى، فوجدتها مجتمعة به والصدق بمثلي أحرى، وأظهرا أنهما تتيما ببعضهما، وتمكنا من عشقهما، وسمعت منهما حديثا أرق من النسيم، وأحلى من العافية على قلب السقيم.

ملكة (لفرناس) :

كن في أمان أيها الهمام، فلا أزوجها إلا بك، والسلام.

فرناس (للملكة) :

دمت في حفظ العليم العلام. (ويخرج)

ملكة (للحاجب) :

Unknown page