وقد دخل إلى أقرب الخيم منه، وتبعه النور، فجلس على حصير وخلع قميصه، بينما كان بالتون يخرج عدة الجراحة ويعد المعدات اللازمة لضمد الجرح.
ثم أمر جميع النور أن يخرجوا من الخيمة، وركع بجانب جان، وجعل يخرج قطعة الخنجر من كتفه.
وكانت العملية مؤلمة جدا، غير أن جان لم يصح صيحة ألم، وبلغ من تجلده أنه لم يظهر على وجهه شيء يدل على التألم، كأنما الطبيب كان يعمل بتمثال من الخشب.
فلما نزع القطعة وأتم ضمد الجرح قال له وهو يمسح الآلة: الحق يا بني أني لم أجد أشد صبرا منك، وإني أحمد الله الذي قدر لي المرور بكم في هذه الساعة فأخدمك خدمة فوق ما تتصورها، فلو عالجك أحد هؤلاء الدجالين لشوهك وجعلك أشل اليد.
وإني أرجو أن تطيب بعد يومين، ولكن لا بد لك أن تلزم الفراش في خلالهما.
قال: أألزم الفراش كل هذا العهد الطويل؟
قال: هذا لا بد منه يا بني.
فتمتم قائلا: ولكن لا بد لي من الكنز أيضا.
ولم يسمع الطبيب قوله فقال له: سأعودك في الغد.
فكان الحاكم واقفا إلى تلك الساعة وقفة المتفرج، فدنا من جان وسأله قائلا: كم يبلغ عمرك أيها الفتى؟
Unknown page