142

قال: هو ذاك.

قال: مولاي! إن هذا الرجل الذي تراه يضطرب بحضرة جلالتكم إنما هو أب منكود أنكرته ابنته، وهو يلتمس من جلالتكم ردها إليه.

وعند ذلك بسط له حكاية توبسي بالتفصيل، وكيف أنه أخذها ورباها إلى أن رأى ما كان من فساد أخلاقها؛ فاضطر إلى التخلي عنها، وأن أباها يطلبها الآن، ولكنها تنكره وتأبى أن تعود إليه، وأنه يلتمس من جلالة الملك أن يصدر أمره الكريم برد الفتاة إلى أبيها.

وقد وجد الملك هذا الملتمس حقا؛ فنادى رئيس حراسه وأراه ناثائيل، ثم قال له: اذهب مع هذا الرجل ورد ابنته إليه باسم الملك، وإذا أصرت على الإنكار بأنها ليست بنته فقل لها إن السير روبرت فالدن شهد بذلك، وإن الملك وثق بهذه الشهادة.

فانحنى رئيس الحراس، وبينما كان السير روبرت يحاول الانصراف دخل إلى القاعة الملكية المركيز روجر من باب آخر غير الباب العام؛ فإن الملك كان قد أذن له بالدخول إليه متى شاء بصفته قائد فرقته الأكبر.

ولم يظهر على المركيز شيء من علائم الانذهال حين رأى ناثائيل في قاعة الملك خلافا للسير روبرت؛ فإنه ارتعش حين رأى المركيز يحييه بيده.

أما المركيز، فإنه انحنى أمام الملك وقال: مولاي! إن فرقة الفرسان معسكرة في السراي، وقد جئت أسأل مولاي أن يعين كلمة السر التي يعينها بنفسه كل يوم.

فأشار إليه الملك إشارة مفادها اصبر إلى أن نكون وحدنا.

وحاول السير روبرت الانصراف، ولكن المركيز أوقفه بإشارة وقال للملك: مولاي! إني أعد نفسي سعيدا بلقاء السير روبرت في حضرة جلالتكم؛ لأني سألتمس أن أقول لكم أقوالا تهمه.

قال: قل أيها المركيز.

Unknown page