غونوريل :
أنت وما ترى يا سيدي.
لير :
أتوسل إليك يا ابنتي ألا تستعجلي جنوني، لن أثقل عليك الوداع! لن نلتقي بعد اليوم، لن تقع عين أحدنا على الآخر، وأنت بعد من لحمي ومن دمي. ابنتي، بل بعض داء في لحمي لا يسعني إنكاره. أنت دمل. أنت قرحة. أنت جمرة متورمة في دمي الفاسد، ولكني سأنهنه نفسي عن تأنيبك، وأدع للأيام أن تحزبك بالعار من تلقاء نفسها. أما أنا فلا أستثيرها، ولست أهيب بالإله ذي الرعد الصاعق أن يرميك بشهبه، ولن أبلغ مسمع المشترى إله العدالة الأعلى حكاية أمرك، بل أدعك لتستغفري حين تقدرين، وتصلحي من نفسك كما تشائين. سأصطبر، وسأبقى عند ريغان أنا وفرساني المائة.
ريغان :
أنى يكون هذا؟! إني لم أكن أتوقع مجيئك اليوم، فلم أتخذ ما يجب من العدة لإكرام وفادتك، أطع أختي يا سيدي. إن الذين يمسك العقل بزمامهم، فلا يطاوعون جوامح الهوى منك، يجدون من شيخوختك مهيبا وعذرا؛ ولذلك ... بل إنها لبصيرة بما تفعل.
لير :
أهذا كلام طيب؟
ريغان :
لا مرية في ذلك. عجبا! ألا يكفيك خمسون تابعا؟ ما حاجتك بأكثر من هذا؟ بل ما حاجتك بحاشية كثيرة العدد، كبيرة النفقة، عظيمة الخطر؟ كيف يسود السلام يا ترى في بيت واحد بين خليط كبير من الناس تحت إمرتين مختلفتين؟ إنه لأمر صعب بك، بل إني لأراه مستحيلا.
Unknown page