Malak Fi Manfa Cumr

Salah Hilal d. 1450 AH
55

Malak Fi Manfa Cumr

ملك في منفى العمر

Genres

أما ليليانا فتحكي أن أمها مريضة ألزهايمر كانت تنظر إليها من وقت لآخر وتسألها: «هل أنا ميتة بالفعل؟»

وفي مرة قالت لها: «أرجوك أن تخبريني عندما أموت.»

فوعدتها قائلة: «بالتأكيد يا أمي، عندما تموتين سأخبرك.»

وأخبرني فولفجانج عن جدته الطاعنة في السن التي كانت تأخذ دواء الليستين المقوي، وكانت زجاجته محفوظة في الثلاجة. وأكثر من مرة كانت تفتح الثلاجة ولا تخطئ يدها زجاجة نبيذ دورنكات الموضوعة بجانب دوائها، وكانت تفتحها وتأخذ منها جرعة كبيرة، ثم تقول متعجبة: «طعمه اليوم غريب!» ولتتأكد كانت تأخذ جرعة ثانية.

وذكر نوربيرت أن أم أحد أصدقائه كانت تعاني من مرض ألزهايمر، ولم تكن تتعرف على ابنها منذ فترة طويلة، ولكن عندما كان يريها صورته كانت تقول: «هذا ابني!» حتى عندما كان يريها صورا حديثة له، كانت تقول: «هذا ابني!» في حين بقي غريبا عنها وهو حاضر شخصيا أمامها.

وحكى فيلهلم عن صديق فقد قدراته على مدار سنوات ولكنه كان يستيقظ كل يوم في الثالثة صباحا ويذهب إلى طاولة المكتب الخاصة به ويجلس وهو لا يدري ماذا يفعل. وبالنهار كان يجلس هناك ويضع أمامه بطاقات اللعب ويلفها ويرغب في إشعالها؛ لأنه يعتقد أنها سيجار.

كذلك قصت علي أورزولا قصة عمها الأكبر، الذي كان في عمر جدتي، والذي كانت أورزولا تزوره أحيانا في آخر سني عمره في دار المسنين أيام الأحد وتأخذه في نزهة إلى أوبيرفيلد. وذات مرة بعد أن قضيا عدة ساعات معا وجاء موعد الرجوع إلى دار المسنين سألها: «هل علي فعلا أن أعود إلى المعسكر؟»

كان ذلك العم شخصية جذابة في طفولتي. في الجزء الأمامي من شارع أوبيرفيلد في اتجاه الكنيسة، وقبل أن ينحدر الشارع إلى الكنيسة، كانت توجد بئر لها حوض خشبي متهالك، تجري فيه مياه النبع باستمرار، وكان هذا العم الذي لم يتزوج أبدا يذهب للاستحمام في ذلك الحوض كل صباح؛ سواء في الصيف أو في الشتاء، وهو مقتنع بأن ما يفعله سيجعله صحيحا مدى الحياة. وبالفعل فقد عاش بعد وفاة جدتي، وكان آخر مواليد عام 1898 في فولفورت، وورث ما بقي من مال في صندوق الادخار المخصص للمناسبات الخاص بمواليد ذلك العام. كنا في طفولتنا، ونحن في طريقنا إلى روضة الأطفال أو إلى المدرسة، ننبهر لرؤيته يصهل مثل الخيول وهو يغتسل في ماء النبع دائم البرودة المتجمع من غابة إيباخ.

وحكى كريستيان عن جارة مسنة لم تعد تجد مفتاح مصباح الفناء، فخرجت ذات يوم إلى المصباح أمام الباب وضربته بعصاها فحطمته.

الفصل العاشر

Unknown page