Malahim Wa Fitan

Ibn Tawus d. 664 AH
186

Malahim Wa Fitan

الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل الله فرجه

للسيد أن يعطف على عباده ويفيض عليهم ولا يرغب في ما أيديهم؛ رد عليهم أموالهم فرد على كل قرية ما أخذ منهم جميعه، فلا يعلم في مصر خليج أكثر عطوفا من سردوس لما فعله هامان في حفره، وقال ابن زولاق لما فرغ هامان من حفر خليج سردوس سأله فرعون عما أنفقه عليه فقال أنفقت مائة ألف دينار أعطانيها أهل القرى، فقال ما أحوجك إلى من يضرب عنقك أتأخذ من عبيدي مالا على منافعهم؟ ردها عليهم ففعل.

في ترجمة تبت: مملكة متاخمة للصين

< (فصل) >ورأيت في معجم البلدان لياقوت الحموي في ترجمة بلاد تبت ما هذا لفظه: وقرأت في كتاب إن تبت مملكة متاخمة لبلاد الصين، وتتاخم من أحدى جهاتها لأرض الهند ومن جهة الشرق لبلاد الهياطلة ومن جهة لبلاد الترك؛ ولهم مدن وعمائر كثيرة ذوات سعة وقوة ولأهلها حضر وبدو، وبواديها ترك لا تدرك كثرة ولا يقوم لهم أحد من بوادي الأتراك وهم معضمون في أجناس الترك لأن الملك كان فيهم قديما وعند أخبارهم أن الملك سيعود؛ ولبلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها ولا يزال الانسان بها ضاحكا مستبشرا لا تعرض له الأحزان والأفكار والغموم يتساوى في ذلك كهولهم وشيوخهم وشبابهم ولا تحصى عجائب ثمارها ونزهتها وبروجها وأنهارها وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره، ثم قال: حتى أن الميت إذا مات عندهم لا يدخل أهله كثير حزن كما يلحق غيرهم، وذكر أن تبع الأقران لما سار من اليمن حتى عبر نار جيحون وطوى مدينة بخارى وأتى سمرقند وهي خراب فبناها وأقام عليها؛ ثم سار نحو الصين فصار في بلاد الترك شهرا، ثم قال انه بنى هذه المدينة وسماها

Page 190