259

Milʾ al-ʿība bimā jamaʿa bi-ṭūl al-ghība fī al-wijha al-wajīha ilā al-ḥaramayn Mecca wa Ṭība

ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة

Editor

محمد الحبيب ابن الخوجة

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

Ḥadīth
دون سبب يرجع إليه، فارتجل جملة أبيات سمعناه منه، فعلق بحفظي منها:
عليكم سلام الله إني عائد ... إلى حيث لا أخزى ولا أتندم
إلى حرم فيه لقوم هداية ... وفيه لأرباب المطالب زمزم
ومن عرف الرزاق سكن سره ... ودر عليه الرزق من حيث يقسم
ثم ودعنا، وعاد إلى خير معاد، وهو الآن مقيم بها، مغبوط الحال، محمود الخلال، تقبل الله جواره، وأجاب في تلك المعالم الشريفة جؤاره.
وكان نفع الله به قد ركب البحر معنا من حضرة تونس، حماها الله تعالى، ومن نظمه ما أنشدناه بعض أصحابنا عنه، إن لم نكن سمعناه منه:
أملت رؤيتكم وكانت مقلتي ... ترنو إلى شيء من الأعراض
فأبت جلالة قدركم ما رمته ... حتى تطهرها يد الإمراض.
خاطب بهذين البيتين صاحبنا ورفيقنا أيضا في هذه الوجهة الأديب الصوفي المحقق الفقير المتخلق أبا محمد عبد الله بن الوزير أبي عبد الله الطبيري الشريشي المولد، السبتي المنشأ ثم التونسي الدار، وكان قد قدم تونس حماها الله، وأراد رؤيته، فاعتراه رمد منعه عن رؤيته، فلما عوفي من مرضه وتلاقيا، قَالَ هذين البيتين، وأنشدني له بعض أصحابنا:
أهلا وسهلا بالذين أحبهم ... وأجلهم مني بمنزل ناظري
قوم إذا ذكروا حديث نبيهم ... لم يخرجوه عن المراد الظاهر

1 / 268