254

Milʾ al-ʿība bimā jamaʿa bi-ṭūl al-ghība fī al-wijha al-wajīha ilā al-ḥaramayn Mecca wa Ṭība

ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة

Editor

محمد الحبيب ابن الخوجة

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

Ḥadīth
تأويلة ﵀، ومن غريب ما جرى للشيخ أبي محمد ﵀، من التعبير الغريب وأنا بغرناطة، أنه جلس في بعض العشيات مع قاضي الجماعة أبي بكر الأشبرون الإشبيلي، وكان بينهما صحبة وصداقة، ببلدهما إشبيلية، فقال له القاضي: إني رأيت البارحة، أني أقرأ من أول ياسين أو من ياسين إلى قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ [يس: ٣٩] فقال له أبو محمد: تعيش من ليلة الرؤيا ثمانيا وعشرين ساعة أو مثلها ليلة، أو مثلها جمعا أو مثلها شهورا، فقال له القاضي ممازحا وكان قد نيف على الثمانين، أو مثلها سنين، فقال: لا يحتمل عمرك ذلك، ثم قطع الخصوم بينهما الكلام.
فلما كان في الثامنة والعشرين حكم في الجامع إلى أن غربت الشمس، وكان قويا صحيحا، فتوجه إلى منزله فمات فجأة بعد العشاء الآخرة ﵀.
فائدة أخرى: لقيت بالحرم الشريف بعض العلماء الوافدين في الركب وأخبرني باسمه فأنسيته ولم أره قبل ولا بعد، فجرى الكلام معه في الطواف بالبيت، لم شرع جعله على اليسار؟ فذكرت بعض ما قيل فيه، فقال: إنما ذلك لأن الطائف بالبيت مصل مؤتم بالكعبة، ومن شأن الإمام إذا ائتم به المفرد أن يقف عن يمين الإمام، وهو يسار المأموم، وهذا الذي قاله هذا الفاضل، ذكره الله في الصالحات، حسن جميل، ويحتمل عندي، أن يكون ذلك لأن يكون ابتداء حركة الطائف على يمين نفسه بخلاف لو جعلها على يمينه فإنه يكون ابتداء حركته على يساره.
وقد وقعت لبعض الصوفية في ذلك إشارة حسنة ضمنها شعرا له، وهو ما

1 / 262