3 - بعض الماضي المعروف
4 - المكشوف على ضوء المعروف
5 - نظم الجماعة في قمران وقوانينهم وعقائدهم
6 - الجماعة والنصارى
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
تأليف
أسد رستم
مقدمة
لا أذكر تماما متى بدأ اهتمامي بنصوص العهد القديم، ولكني أذكر أنني عندما قرأت نص الذيالوغوس الذي دار في القرن الثاني بين القديس يوستينوس الشهيد وبين تريفون اليهودي في أفسس لفت نظري ادعاء تريفون أن الآباء بدلوا في نصوص العهد القديم؛ لإثبات ما ذهبوا إليه، وكنت أكتفي آنئذ بالقول: إن الكلمة المتجسد لم يكن في أي وقت في الأوقات بحاجة إلى التبديل في النصوص لإثبات رسالته، وأنه لا بد أن يكون اليهود قد قرءوا النصوص نفسها التي أشار إليها السيد، وقرأها الرسل ورسل الرسل والآباء، ولا يخفى أن أقدم النسخ العبرية كانت آنئذ لا تزال من مخلفات القرن العاشر، وأن بردية ناش وما شاكلها التي عادت إلى ما قبل الميلاد كانت نتفا صغيرة من النصوص لا يجوز الاعتماد عليها كثيرا، وأما الترجمات اليونانية واللاتينية كالكودكس السينائي والكودكس الفاتيكاني، فإنها ترجمات مسيحية لا تفيد في البت في أمر التبديل، وهي متأخرة نسبيا لا تعود إلى ما قبل القرن الرابع بعد الميلاد. أما الآن وقد وجدنا «مكتبة» دينية عبرية كاملة تعود إلى القرنين الأخيرين قبل الميلاد، والقرنين الأولين بعد الميلاد، بفضل ما كشفه العلماء في جوار البحر الميت، فإننا أصبحنا أقرب بكثير إلى البت في أمر التبديل مما كنا عليه بالأمس.
Unknown page