249

على دابتك فإن ذلك يسرع في دبرها وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل فإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك فإنها نفسك وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبة وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس فإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الأرض وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكبا وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا وعليك بالدعاء ما دمت خاليا وإياك والسير من أول الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك

في بذل الزاد والمروءة في السفر

قال رسول الله (ص) من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر

وكان علي بن الحسين (ع) إذا سافر إلى مكة للحج أو العمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمص (1) والمحلى

من المحاسن قال الصادق (ع) ليس من المروءة أن يحدث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شر

عنه (ع) قال قال رسول الله (ص) من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفره

وروي أنه قام أبو ذر رضي الله عنه عند الكعبة فقال أنا جندب بن السكن فاكتنفه الناس فقال لو أن أحدكم أراد سفرا لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه فسفر يوم القيامة أما تزودون فيه ما يصلحكم فقام إليه رجل فقال أرشدنا فقال صم يوما شديد الحر للنشور وحج حجة لعظائم الأمور وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور كلمة خير تقولها وكلمة شر تسكت عنها أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو يا مسكين من يوم عسير اجعل الدنيا درهمين درهما أنفقته على عيالك ودرهما قدمته لآخرتك والثالث يضر ولا ينفع لا ترده اجعل الدنيا كلمتين كلمة

Page 253