262

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

ومن دعائه حين خرج من المدينة إلى الشام

وفي كتاب (التحفة العنبرية) حين استقدمه هشام من المدينة الى الشام:

اللهم إنك تعلم أني مكره مجبور مضطر غير مختار ولامالك لنفسي، اللهم واكفني كيده وألبسني جبة عز لكيلا أخشع لسلطانه، ولا أرهب من جنوده، اللهم وابسط لساني عليه بإعزاز الحق ونصرته، كي أقول قول الحق ولا تأخذني لومة لائم، ولا إذلال الجبارين، اللهم واجمع قلبي على هدايتك، وأرني من إعزازك إياي ما يصغر به عندي ملكه، وتذل لي نخوته، اللهم فاطرح الهيبة في قلبه وذلل لي نفسه، واحبس عني كيده.

ثم قال: إني خارج عن وطني ودار هجرتي وما أراني إليها راجع.

ثم أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى إلى جنبه، ثم انصرف من صلاته فقال: السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يانبي الله، السلام عليك ياخيرة الأنبياء وأشرف الرسل، السلام عليك ياحبيب الله، هذا آخر عهدي بمدينتك، وآخر عهدي بقبرك ومنبرك، أخرجت يا أبه كارها، وسرت في البلاد أسيرا يارسول الله، وإني سائلك الشفاعة إلى الله عز وجل، وأن يؤيدني بثقة اليقين، وعز التقوى، وأن يختم لي بشهادة تلحقني بآبائي الأكرمين وأهلي الطاهرين .

Page 266