232

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

ومن كلام له في القرآن

قال الإمام المرشد بالله: أخبرنا الشريف أبو عبدالله، قال: أخبرنا محمد بن جعفر النجار قراءة عليه، قال: حدثنا إسحاق بن محمد التمار المقري، قال: حدثنا محمد بن سهل العطار، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالله الأنصاري البلوي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن يعلى، قال: حدثني أبي، قال سمعت أبا غسان الإزدي يقول:

قدم علينا زيد بن علي الشام أيام هشام، فما رأيت رجلا كان أعلم بكتاب الله منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر يقص علينا - ونحن في الحبس - تفسير الحمد وسورة البقرة، يهذ ذلك هذا، فذكر الكتاب وقال:

واعلموا رحمكم الله تعالى أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم، لأن الله تعالى شرفه وكرمه، ورفعه، وعظمه، وسماه: روحا، ورحمة وشفاء، وهدى، ونورا، وقطع عنه بمعجز التأليف أطماع الكائدين، وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين، وجعله متلوا لا يمل، ومسموعا لا تمجه الآذان، وغضا لا يخلق على كثرة الرد، وعجيبا لاتنقضي عجايبه، ومفيدا لا تنفد فوائده.

والقرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام لا يسع جهله، وتفسير يعلمه العلماء، وعربية يعرفها العرب، وتأويل لا يعلمه إلا الله، وهو ما يكون مما لم يكن.

واعلموا رحمكم الله تعالى أن للقرآن ظهرا، وبطنا، وحدا، ومطلعا، فظهره: تنزيله، وبطنه: تأوليه، وحده: فرائضه وأحكامه، ومطلعه: ثوابه وعقابه.

وقال عليه السلام: الإعتصام بالكتاب نجاة من الفتن والأهواء المضلات، وذهاب العالم ذي الديانة صدع في الدين لايرتق.

Page 236