126

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

ثم سألنا الفريقين جميعا: هل لله خيرة من خلقه اختارهم واصطفاهم؟ فاجتمع الفريقان على أن لله تعالى خيرة من خلقه اختارهم واصطفاهم.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ? وربك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة? [القصص:68].

فقبلنا منهم حيث اجتمعوا على ذلك، وشهدنا بأن لله تعالى خيرة من خلقه.

ثم سألناهم: من خيرة الله سبحانه من خلقه؟

فقالوا: المتقون.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله عز وجل: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير? [الحجرات: 13].

فقبلنا حيث اجتمعوا، وشهدنا أنه الحق، وأن خيرة الله من خلقه المتقون.

ثم سألنا الفريقين هل لله خيرة من المتقين؟

فقالوا: نعم.

فقلنا: من هم؟

فقالوا: المجاهدون في سبيل الله.

فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما? [ النساء: 95 - 96].

فقبلنا منهم، وشهدنا أن خيرة الله من المتقين المجاهدون في سبيل الله.

ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من المجاهدين في سبيل الله؟

قالوا: نعم.

فقلنا: من هم؟

فقالوا: السابقون - من المهاجرين - إلى الجهاد.

فقلنا: مابرهانكم عليه؟

فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير? [الحديد: 10].

Page 130