(3) عقيدة ابن الوزير في معاصي العباد وإضافتها إلى الله
سبحانه وتعالى :
ابن الوزير لا يقول بإضافة معاصي العباد إلى الله سبحانه وتعالى :
1- ابن الوزير رحمه الله ، يصرح ببطلان نسبة القبائح كالكذب والزنى والسرقة التي يرتكبها العباد ، إلى الله سبحانه وتعالى ، وإنما تضاف إلى العبد وحده ، وهذا خلاف مذهب أهل السنة والجماعة ، فهم يشركون الله في معصية العبد ، عندما يقولون : أن الله خلق المعصية والعبد فعلها ، أن خلق السرقة في العبد والعبد هو الذي سرق ، وقد سبق أن ذكرنا بطلان خلق الله لأفعال العباد على لسان ابن الوزير فيما سبق ، فيقول رحمه الله :
(( الوجه الثاني : أن الدلالة على بطلان الجبر قاضية بصحة ما ذكرنا من إضافة القبائح والفضائح إلى فاعلها الراغب فيها ، المختار لعارها وما فيها من الذم والخزي ، وقبح إضافتها إلى السبوح القدوس المحرم لها الناهي عنها ، الكاره لها )) .
انظر إيثار الحق على الخلق ص 338
2- ابن الوزير رحمه الله ، يصرح بأن الأمة مجمعة على وجوب الرضا ، وحسن الظن بما كان من قضاء الله وقدره ، أي بما كان من فعل الله سبحانه وتعالى ، فلو كان الشر والمعاصي من قدر الله أي من خلقه وفعله ، لتناقضت الأمور ، فيقول ابن الوزير رحمه الله تعالى :
(( وقد أجمعت الأمة إجماعا ضروريا أنه يجب الرضا بما كان من الله تعالى ، والتحسين له ، والثناء به ، وأن يجب كراهة المعاصي وسخطها والتقبيح لها ، فلو كانت المعاصي من الله لتناقض الإجماعان ، واتحد محل السخط والرضا )) .
Page 1