معركة دير الجماجم ، ومطاردة الإمام الحسن بن الحسن (ع) :
نعم ! ومن هنا بدأ إمامنا الحسن بن الحسن بعد توفر الناصر والمعين ، بدأ الاستعداد والتأهب للخروج إلى ابن الأشعث ومن معه ، وكان الفقهاء في ذلك الوقت يحثون ابن الأشعث لكي يظهر اسم الإمام الرضا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، يظهره على منابر المساجد ، فأظهره ابن الأشعث جمعة ، فلما كانت الجمعة الثانية أسقط اسمه ولم يذكره ، كل هذا والإمام الحسن في طريقه إليهم ، وفي تلك الأثناء وقعت الملحمة الكبرى بين جيش ابن الأشعث وجيش الحجاج ، في مكان يقال له (الجماجم) يبعد عدة فراسخ عن الكوفة ، وكان كثير من جيش ابن الأشعث يقاتلون تحت راية الإمام الحسن المثنى (ع) وهو غائب لم يصلهم بعد ، إلا ما كان من ابن الأشعث ، نعني إسقاطه اسم الإمام الحسن من الخطبة ، وهناك استبسل أصحاب الإمام (ع) أيما استبسال ، ولكن النصر مع ذلك لم يكن حليفهم ، فانهزم ابن الأشعث ومن معه ولحقوا بفارس ثم سجستان ، وقتل عدد كبير من الفقهاء في هذه المعركة ، حتى سميت بمعركة الفقهاء ، وتسمى بمعركة دير الجماجم، نعم ! وهذه الوقعة حصلت والإمام الحسن (ع) في طريقه إليهم ، فلما علم (ع) باندلاع الحرب في الكوفة ، وهزيمة أصحابه ، ونشاط العيون الأموية في القبض عليه ، توارى الإمام الرضا عن الأنظار ، فالتحق بالحجاز ، ولم يتمكن منه عبدالملك بن مروان حتى توفي سنة 86ه ، وجاء بعده ابنه الوليد بن عبدالملك الذي اجتهد اجتهادا كبيرا في مطاردة الحسن بن الحسن (ع) بغية القبض عليه .
Page 1