وقد بلغنا ما بينكم وبين الشريف الأمير أبي عزيز أعز الله الجميع، وجمع شملهم من قطيعة الرحم وسفك الدماء والتعرض لما يقع التدابر والتهاجر، وما هذا يليق بتلك المعارف والأصول الزكية والمنابت النبوية والمناصب العلوية. وإذا أردتم الحق جميعا لم تختلفوا وإذا أردتم الباطل فلا خير في الجميع لأنه لا يليق بأهل هذا البيت إلا الصلاح واقتفاء الأثر، ولا تلحق الذرية الطيبة السلف الصالح إلا بذلك. قال الله تعالى { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين } . وقد تقدمت منا مطالعة إليكم ، وما رجع منها جواب، وكدنا أن ننفد في ذلك وإن كانت الغيوب محتملة والظن جميلا . واعلم أيدك الله أنه إذا اجتمع أهل البيت سلام الله عليهم ، فقد كثرهم الله تعالى واستجاب دعوة جدهم صلى الله عليه فيهم حيث قال لعلي وفاطمة سلام الله عليهما وعلى الطيبين من آلهما : " جمع الله شملكما ، وأطاب نسلكما، وأخرج منكما كثيرا طيبا " . فالحمد لله كثيرا نالوا أغراضهم ، وجددوا معالم دينهم ، وكبتوا أعداءهم ، وهم لايفتقرون إلى جند من غيرهم إذا اجتمع شملهم، فاجتهد في لم جمع الشمل ولم الأمر .
وبلغنا أنكم بدأتم بداءة جيدة ، وفيها طيبها وشذاها ، ونزهتها ومتعتها ، ولكنا نخشى الجفوة وقلة المعرفة بسير الآباء ، وعلوم السلف الصالح من الأئمة النجباء سلام الله عليهم . فلا تقع غفلة عن طلب العلم واقتباسه فإن به يستضاء في الظلمات، وتحل الشبهات، وتفك المشكلات ، وتعلو الدرجات ، ولو جاء من ناحيتكم إلينا من تكون له رغبة في العلم ، وحرص في طلب الخير فلا ضير . وقد قال تعالى : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }. ) اه من السيرة المنصنورية .
Page 2