307

Al-Majmūʿ al-Lafīf

المجموع اللفيف

Publisher

دار الغرب الإسلامي، بيروت

Edition

الأولى، 1425 هـ

وخرج فرآه نائما فطرح عليه فرو سمور [1] كان عليه، ولما كان في وجه الصبح، قال أبرويز لسيرين: ما ترين من أمر ضيفنا؟ قالت: الملك أعلم، قال: أراه هب في نومه، فلما رأى ثوبي عليه عرفه وأجله، فنزعه ونزع قباءه فبسطه ووضع ثوبي عليه وكفر قائما [2] عنده، فقالت سيرين: إن كان هكذا، فالملك ينظر بالنور، قال: قومي، فقاما، فوجداه كذلك، فأمر له بمال وأقطعه برار الروز وبالدي وغيرهما.

[البلبهذ يعلم غلاما الشعر ثم يقتله]

وكان أبرويز مر في طريق، فرأى غلاما يقال له سركاس، ومعه بقرة عليها سماد، وهو يغني، فأعجب بحسن خلقه، فضمه إلى بلبهذ وأمر بتعليمه الغناء، فعلمه ففاقه، فحسده فقتله، فأتى به كسرى أبرويز فقال له: أبى حسد صدرك، ونغل جوفك [3] [126 ظ] إلا قتله، وقد علمت أني كنت أستريح منه إليك، ومنك إليه، وأمر بالقائه تحت الفيلة، فقال: أيها الملك، إذا قتلت أنا شطر طربك، وقتلتني أنت، قتلت الشطر الآخر، ألست تذهب طربك كله، وتكون جنايتك على نفسك أكبر من جنايتي!! فقال كسرى: ما دله على هذا الكلام إلا ما جعل له من المدة، وأمر بتخليته.

ويقال إن بلهبذ بقي بعد كسرى دهرا، وإياه عنى البحتري بقوله: [4] [الخفيف]

[توهمت أن كسرى أبرويز ... معاطي والبلهبذ أنسي]

في القصيدة العجيبة التي هي من بدائعه، إلا أنه بلغني عن أبي الفضل

Page 332