234

Majmūʿ fatāwā wa-rasāʾil faḍīlat al-Shaykh Muḥammad b. Ṣāliḥ al-ʿUthaymīn

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Publisher

دار الوطن

Edition Number

الأخيرة

Publication Year

١٤١٣ هـ

Publisher Location

دار الثريا

Genres

Fatāwā
وعلى هذا فليس في الآية الكريمة صرف عن ظاهرها، لأنها ليس فيها ما يدل على أن الأنعام مخلوقة بيد الله وإنما تدل على أن الله - تعالى - خلق هذه الأنعام وأنها من جملة ما عمله الله - تعالى - وصنعه لنا، ولو كانت الآية كما فهم فضيلتكم أو كما حاولتم أن تؤولوها به لكانت جميع المخلوقات مخلوقة بيد الله - تعالى -.
المثال الثالث عشر: ذكر فضيلتكم قول الله - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ . وذكرتم عن ابن جرير فيها تأويلين: أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه، ﷺ، والثاني: قوة الله فوق قوتهم في نصرة رسوله، ﷺ، لأنهم بايعوا رسول الله، ﷺ، على نصرته.
ولا ريب أن المعنى الأول أقرب إلى ظاهر اللفظ فيكون هو الراجح وليس فيه تأويل بصرفه عن ظاهره وذلك لأن قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ﴾ صريح مطابق للواقع كما في قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ . فالمبايع مباشرة هو النبي، ﷺ، وليس الله - تعالى - ولا يمكن لأحد أن يفهم أنه الله - تعالى - ولا أن يقول: إن ذلك ظاهر اللفظ لكن لما كان النبي، ﷺ، رسولا من عند الله مبلغًا عنه صارت مبايعة لمن أرسله. وهذه الآية كقوله - تعالى -: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ .

1 / 262