232

Majmūʿ fatāwā wa-rasāʾil faḍīlat al-Shaykh Muḥammad b. Ṣāliḥ al-ʿUthaymīn

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Publisher

دار الوطن

Edition Number

الأخيرة

Publication Year

١٤١٣ هـ

Publisher Location

دار الثريا

Genres

Fatāwā
المفهومة من سياقه لم يكن تفسيره بذلك تأويلا ولا صرفًا له عن ظاهره والله أعلم.
المثال الحادي عشر: ذكر فضيلتكم الحديث القدسي بلفظ: ابن آدم مرضت فلم تعدني، استطعمتك فلم تطعمني، استسقيتك فلم تسقني.
وهذا الحديث رواه مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي، ﷺ، قال: «إن الله ﷿ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده» وذكر تمام الحديث رقم ٤٣ من كتاب البر والصلة والآداب ص ١٩٩٠.
وهو حديث صحيح أخذ به السلف ولم يصرفوه عن ظاهره بتأويل يتخبطون فيه بأهوائهم، وإنما فسروه بما فسره الله - تعالى - به حيث قال: «أما علمت أن عبدي فلانًا مرض» . إلخ. وقال في الإطعام: «أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي» . وقال في الإسقاء: «استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي» . وهو صريح في أن المراد مرض عبد من عباد الله، واستطعام عبد من عباد الله، واستسقاء عبد من عباد الله، والذي فسره بذلك هو الله - تعالى - الذي تكلم به، وهو أعلم بمراده، فإذا فسر بما فسره به الله - تعالى - لم يكن في ذلك صرف له عن ظاهره ولا تأويل كما لو تكلم الله - تعالى - بالمعنى ابتداء.
وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين صرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله، ولا سنة رسوله،

1 / 260