262

Majmūʿ fatāwā al-ʿAllāma ʿAbd al-ʿAzīz b. Bāz raḥimahu Allāh

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Genres

Fatāwā

فوجب أن نعني بهذا الأساس وأن ندعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، وألا نغلو في القبور والأنبياء والأولياء ونعبدهم مع الله، ونصرف لهم العبادة من دعاء أو خوف أو رجاء أو نحو ذلك.

ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه، وأن يستقر خوف الله في قلبه، فوق جميع الأشياء، وأن يعظم أمره ونهيه، وألا يبالي بما يرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله، وتصديقا لما وعد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل كما في قوله جل وعلا: {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين} (1) {ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} (2) الآية،

فطالب العلم العالم والموجه، والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عباد القبور، ولا بإرجاف الخرافيين، ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف، بل يصمد في الميدان، ويصبر ويعلق قلبه بالله، ويخافه سبحانه، ويرجو منه النصر جل وعلا، فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} (3) ويقول سبحانه: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (4) لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.

هذا هو السبب، وهذا هو الشرط في نصر الله لنا، كما قال عز وجل: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (5) {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} (6)

Page 247