183

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Genres

Fatāwā

والعبادة: هي طاعته سبحانه وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بفعل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، عن إيمان بالله ورسوله، وإخلاص لله في العمل، مع غاية الحب لله. وكمال الذل له وحده كما قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} (1) أي أمر وأوصى بأن يعبد وحده وقال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} (2) {الرحمن الرحيم} (3) {مالك يوم الدين} (4) {إياك نعبد وإياك نستعين} (5) أبان سبحانه بهذه الآيات أنه هو المستحق لأن يعبد وحده، ويستعان به وحده، وقال عز وجل: {فاعبد الله مخلصا له الدين} (6) {ألا لله الدين الخالص} (7) وقال تعالى: {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} (8) وقال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} (9) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على: وجوب إفراد الله بالعبادة، ومعلوم أن الدعاء بأنواعه من العبادة، فلا يجوز لأحد من الناس أن يدعو إلا ربه، ولا يستعين ولا يستغيث إلا به، عملا بهذه الآيات الكريمة، وما جاء في معناها وهذا فيما عدا الأمور العادية، والأسباب الحسية، التي يقدر عليها المخلوق الحي الحاضر، فإن تلك ليست من العبادة، بل يجوز بالنص والإجماع أن يستعين الإنسان بالإنسان الحي القادر، في الأمور العادية التي يقدر عليها. كأن يستعين به. أو يستغيث به في دفع شر ولده أو خادمه أو كلبه وما أشبه ذلك، وكأن يستعين الإنسان بالإنسان الحي الحاضر القادر، أو الغائب بواسطة الأسباب الحسية كالمكاتبة ونحوها في بناء بيته، أو إصلاح سيارته، أو ما أشبه ذلك، ومن هذا الباب قول الله عز وجل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} (10)

Page 168