93

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

فالقسم الذي خالفوا فيه جميع العقلاء ولم يقل به مؤمن ولا كافر من أقوالهم فيه:

قولهم: إن عقل الإنسان هو قلبه، وقولهم: إن كثيرا من أفعال الله ليس بحكمة ولا صواب، وقولهم: إن الله تعالى لم يرزق العصاة، وقولهم: إن الله لا يخلق المضار ولا المنفرات ولا شيئا من المهلكات قالوا: فهو منزه عن أن يخلق الذباب والذئاب والسباع الضارة والكلاب.

قال الإمام أحمد بن سليمان (عليه السلام): وهذه مقالات لم يقل بها أحد من البشر لا من آمن ولا من كفر.

وأما القسم الثاني فهي مقالات شاركوا فيها الكفار الخارجين عن ملة الإسلام منها: قولهم: إن العالم يحيل ويستحيل وافقوا فيه الطبائعية الملحدة وإن كان الطبيعية يقولون: يؤثر بعضه في بعضه. وقولهم: إن الله لا يميت أحدا من الأطفال ولا من المؤمنين حتى يبلغ العمر الطبيعي وهو مائة وعشرون سنة.

والقسم الثالث ما شاركوا فيه أهل الضلالات من هذه الأمة من ذلك: شاركوا الخطابية فهي قولهم بجواز شيء من الكذب عند الحاجة كما تقوله الخطابية. ومنها قولهم: إن أسماء الله هي ذات الله وهو مذهب الكرامية من المشبهة. ولهم غير هذه الأقوال كثير.

ولأجل هذه الأقوال التي أحدثتها المطرفية الطغام وخرجوا بها عن دين الإسلام حكم الأئمة الأعلام -عليهم السلام- بكفرهم وضلالهم ووجوب قتالهم ؛ فإليك حكم الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (عليه السلام) في آخر كتابه -الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال:- فلهذا قلنا: إنهم قد خرجوا من جملة المسلمين وفارقوا أهل ملة الإسلام، فلا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا رطوبتهم، ولا تقبل شهادتهم، ولا يجوز دفع الزكوات إليهم وغيرها من حقوق الله سبحانه ولا إلى أحد منهم، ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، ولا الصلاة على أحد من موتاهم، ويحكم فيهم بأحكام الكفار ويحكم في هجرهم وأماكنهم التي غلبوا عليها وحكموا فيها على ساكنيها بأتباعهم في مذاهبهم بأحكام دار الحرب {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(227)} [الشعراء].

Page 107