223

Majmūʿ al-Sayyid al-Imām Ḥumaydān b. Yaḥyā al-Qāsimī ʿalayhimā al-salām

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

ومنهم من يقول: إنه يستحقها كلها لذاته، ومنهم من يقول: إنه يستحقها لأمر زائد على ذاته أخص منها لا يستحق لذاته سوى ذلك الأمر، واصطلحوا على تسمية الصفات على الجملة أمورا لا أشياء، وثابتة لا موجودة، وأزلية لا قديمة، وزوائد على الذات لا أغيارا لها.

وعلى وصفها بأنها لا شيء ولا لاشيء، ولا قديمة ولا محدثة، ولا موجودة ولا معدومة، وأنها لا تعلم مع الذات ولا منفردة، وأشباه ذلك مما لم يسبقهم إلى القول به موحد، ولا يتبعهم فيه إلا مقلد.

والذي يدل على صحة مذهب العترة في ذلك وبطلان مذهب المعتزلة: هو كون مذهبهم فيه متضمنا لضروب من المحالات التي أولها كونه مذهبا حادثا متكلفا بغير دليل معقول ولا مسموع يدل على وجوده أو على صحته وكل مذهب حادث كذلك فهو باطل لقول الله سبحانه: {قل إنما حرم ربي الفواحش...} إلى قوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون(33)} [الأعراف]، وقوله سبحانه: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير(8)} [الحج]، وقوله في مثل ذلك: {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان} [النجم:23]، {إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون(148)} [الأنعام].

Page 238