Majmuc
مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام
Genres
[رواية المعتزلة عن النبي (ص) أنه قال: ((كل مجتهد مصيب))
والجواب على ذلك]
وأما روايتهم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((كل مجتهد مصيب)) فأصلوه ليتوصلوا به إلى تصويب مشائخهم؛ فيما أداهم إليه الإجتهاد والرأي من البدع؛ نحو اجتهاد أهل السقيفة في أن يجعلوا الإمامة في أبي بكر، واجتهاد أبي بكر في أن ينزع فدكا من أهلها وأن يجعل الإمامة في عمر، واجتهاد عمر في أن ينقص من الأذان ما هو منه، ويزيد فيه ما ليس منه، وأن يثبت صلاة التراويح، وأن يجعل الإمامة شورى في ستة، واجتهاد عثمان في أن يؤوي طريد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ويؤثره وأشباهه بما جعله الله ورسوله لكافة المسلمين، وما أشبه ذلك من اجتهاداتهم، واجتهادات أتباعهم، من أئمة الضلال وعلماء السوء.
ومما يمكن أن يجابوا به: أن يقال: إن ذلك الخبر لا يخلو إما أن يحمل على ظاهره؛ فيلزم من ذلك أن يكون ناسخا لأكثر نصوص الكتاب والسنة، وأن لا يخطأ أحد من جميع ما أداه اجتهاده إلى تحليل ما حرم الله سبحانه، وذلك باطل بالإجماع.
وإما أن يكون متأولا؛ فيبطل احتجاج المعتزلة به، ويجب أن يتأول
على ما يوافق الحق والمحقين.
[أقسام الإجتهاد]
وبيان ذلك: أن الإجتهاد ينقسم؛ فمنه ما يجب أن يرجع فيه إلى الإستنباط من غامض علم الكتاب والسنة لا إلى الظن، وذلك هو الذي أمر الله سبحانه برده إلى أولي الأمر، وهم الأئمة السابقون.
Page 192