128

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

والطريق إلى معرفة صحة ذلك إجماع العترة -عليهم السلام-، وهو حجة على ما سيأتي من بيان ذلك إن شاء الله سبحانه.

وقوله سبحانه: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23]، وفائدة هذه الآية فيما تضمنته من إيجاب المودة لذوي قربى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في مقابلة بعض ما يستحقه من الأجر على ما تحمل من المشاق في القيام بهدايتهم وإصلاح أمورهم، وهو سبحانه لحكمته لا يوجب المودة على القطع إلا لمن تجب له؛ لأنه سبحانه قد ذم الموادة لمن يحاده.

وصدق المودة لا تعلم إلا بالطاعة والإتباع، لا بالرفض والإعتزال، وقد بين سبحانه ذلك بقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم...الآية} [آل عمران:31].

وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((المرء مع من أحب)).

وقوله سبحانه في آية المباهلة: {[فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم] فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم...الآية} [آل عمران:61]، ودلالتها ظاهرة بنص الكتاب الجلي، وبفعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على أعيان من شهد المباهلة على كون علي والحسن والحسين وفاطمة - عليهم السلام - ذوي قربى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خاصة، وآله وأهل بيته، وأن ذريتهم ذريته إلى يوم القيامة.

Page 143