109

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

ومن المعلومات ما فطر الله العقول على معرفته ضرورة، وهو على الجملة كلما يعد من خالف فيه مكابرا لعقله.

ومن أمثلة ما يتعلق بذكره الغرض:

منها: العلم بأنه يستحيل إثبات متوسط بين النفي والإثبات، نحو شيء ولا شيء؛ فإنه لا يجوز أن يتوسط بينهما إلا ما يعلم ضرورة أنه محال نحو أن يوصف أمر بالنفي والإثبات معا فيقال: شيء ولا شيء، أو يوصف بنفيهما معا فيقال: لا شيء ولا لا شيء.

وكذلك الجمع بين صفتي القدم والحدوث نحو أن يوصف أمر بأنه محدث وأزلي، أو محدث ولا نهاية لجنس ذاته، أو محدث ولا أول لذاته.

وكذلك الجمع بين صفتي الوجود والعدم، نحو أن يوصف أمر بأنه ثابت معدوم، وأشباه ذلك مما يكثر عن الإحصاء.

ومن المعلومات ما طريق معرفته درك الحواس الخمس، وأمثلتها ظاهرة في الأجسام والأعراض.

ومنها: ما طريق معرفته درك النفوس نحو: الفرح والغم والتوهم، وأشباه ذلك مما قد ذكره الأئمة - عليهم السلام -.

ومنها: ما طريق معرفته النظر العقلي، والقياس الاستدلالي، نحو الإستدلال بالصنع على أن له صانعا، والإستدلال على مخالفة كل نقيض [لنقيضه] بكونه نقيضا له، ولذلك وجب وصف الله سبحانه بأنه شيء لا كالأشياء، وأنه ليس كمثله شيء.

Page 124