Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Genres
فلم أر باكية قبلها .... تبكي ودمعتها لا ترى فانظر إلى هذا الشاعر مع إصابته في اللفظ، وتبريزه في الفصاحة، كيف خلط في المعنى تخليطا لا يغبى على أحكام أهل المعرفة بإحكام القول، تبناها عنده هتوف؛ وهو دلالة الواحد إذ هي طروب وهو دلالة الفرح، وبينا هي نائحة إذ هي مغنية؛ والنوح والغناء لا يجتمعان، فتفكر في هذه المعان، طلب المسترشد الإرشاد، وضرب علينا الأسداد، وقد كفى من تقدمنا وتقدمه من آبائنا عليهم السلام بالإشارة، وفصلوا معنى العبارة المحققة والمستعارة، فخرجوا منها علوما جمة، وهدوا بها ضلال الأمة، واستعانوا بها على كل مهمة، وكشفوا بها كل غمة، ونحن عملنا في مسألة واحدة، رسالة حاشدة، وسميناها (الرسالة الهادية بالأدلة البادية)، وإنما قلنا ذلك لظهور أدلتها، وقوة علتها، وكنا قد قدمنا على الحادية، وهي عند طالب الإرشاد لأبيه، ليست أدلتها مسروقة، ولا مناهلها مكدرة مطروقة، يشهد لمنشئها بالمعرفة الجامعة، والرواية الواسعة، مبسوطة بالإسناد، مؤيدا بالاستشهاد، فلما تكرر السؤال من الأصحاب، وحق كل محب أن يجاب، أنشأنا هذه الرسالة وسميناها (بالدرة اليتيمة في تبيين أحكام السبا والغنيمة) على أشغال تبلبل البال الساكن، وتلحق المقيم بالظاعن، ثم لمن نتمكن فيها من البسط، وإن كان فيها والحمد الله ما يغني عن الرحل والحط ، اعتراض البرق يدل على الحياء، وإن تعذرت مشاهدة الرباب، وقد قيل: إن السبع المثاني هي أم الكتاب، فليتدبرها الإخوان بعين الإنصاف، فلعلها -إن شاء الله تعالى- تنزل منزلة الألطاف، وتعرف المسترشدين ما عرف أهل الأعراف، فيكون ما فيها كاف شاف، ومن الله نستمد التوفيق والعون بالله، وصلى الله على محمد وآله وسلامه.
تمت الرسالة الموسومة (بالدرة اليتيمة في تبيين أحكام السبا والغنيمة) والحمد لله على كل حال وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وآله خير آل.
Page 147