Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
[الكلام على تسوية القبور، وجعل الشرفات عليها]
قال: وأمر بتسويتها كما في صحيح مسلم، قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام .. إلى قوله: أن لاتدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته، إلى أن قال: وفيه عن ثمامة قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بتسويتها قال: وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب.
الجواب: هذان الحديثان الآحاديان لا يبلغ بهما أن يكفر أو يفسق بمخالفة مضمونهما، بل ولا يضلل على فرض وقوع المخالفة، وينبغي أولا النظر في معناهما، فأما التشريف فيحتمل جعل الشرفات عليها فنهى عن ذلك لما فيه من الزينة التي تخالف التذكر والاعتبار، ويحتمل أن تكون مأخوذا من الشرف وهو الإرتفاع وهو من الأمور النسبية القابلة للقلة والكثرة، فلعل ذلك فيما وقع ارتفاعا مجاوزا، ويحتمل أن يكون فيما رفع وليس بأهل لذلك، ويحتمل أن يكون فيما رفع من قبور الجاهلية لقرب العهد، أو لعل ذلك لكونهم يعكفون عليها، ونحو ذلك من أفعال الجاهلية، ولذلك قرنه بطمس التمثال، وأما التسوية فيحتمل إزالة الشرفات كما سبق، أو إزالة الارتفاع المفرط فلذا قال: إلا سويته ولم يقل: إلا هدمته. والمسألة نظرية للناظر فيها نظره.
Page 84