Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
فالجواب: أما الصلاة فقد تقدم الكلام عليها، وأما الدعاء والتلاوة فإن كان للزيارة فهو مشروع غير ممنوع بل في الأخبار والآثار في الزيارة والدعاء مايفيد أفضلية ذلك على فعله في المساجد ونحوها كما سبق الكلام فيه وسيأتي في كلامك وإن كان لغير الزيارة فلادليل على المنع بل ورد في البقاع مايدل على أفضلية بعضها على بعض، فالعجب كل العجب من جعلك معتقد ذلك محادا لله ورسوله، فهذا هو الخبط والمجازفة، لا قوة إلا بالله.
قال: ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصد منع هذه الأمة بالفتنة بالقبور كما افتتن بها قوم نوح ومن بعدهم من أنه لعن المتخذين عليها المساجد.
فالجواب: أن هذا دليل على أنك تخبط خبط عشواء بينما أنت تستدل به على منع المشاهد والصلاة عندها لكونها وصلة إذ نقضت ذلك بنصك على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصد منع هذه الفتنة بالقبور كما افتتن بها قوم نوح، وأي شيء وقع من قوم نوح غير عبادتها وجعلها أوثانا.
قال: ومنها أنه قرن في اللعن بين متخذ المساجد عليها وموقدي السرج عليها إلى أن قال: ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنما لعن فاعله لكونه وسيلة إلى تعظيمها فكذا اتخاذ المساجد عليها ولهذا قرن بينهما.
الجواب: من أين علم ذلك، بل لايظن ذلك، وبأي طرق العلم استفدته؟ فليس لك إلا محض الدعوى لم لاتكون العلة ما اقترنت به من اتخاذها مساجد أي أوثانا، وقد سبق الاستدلال عليه وسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى.
قال: ومنها أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) فذكر ذلك عقيب قوله: اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد تنبيه منه على سبب لحوق اللعن وهو توصلهم بذلك إلى أن تصير أوثانا تعبد.
الجواب: أن الحديث مصرح بما قدمناه من أن اللعن والغضب لاتخاذها أوثانا تعبد وليس فيه تنبيه على ماذكرت من التوصل والإشارة.
Page 80