Majmaʿ al-Amthāl
مجمع الأمثال
Editor
محمد محيى الدين عبد الحميد
Publisher
دار المعرفة - بيروت
Publisher Location
لبنان
الباب الثالث عشر فيما أوله شين
١٩١٤- شَتَّى يَؤُوبُ الَحْلَبَةُ
وذلك أنهم يُورِدُون إبلَهم وهم مجتمعون فإذا صَدَرُوا تَفَرَّقوا، واشتغل كلُّ واحدٍ منهم بحلب ناقته، ثم يؤوب الأول فالأول.
يضرب في اختلاف الناس وتفرقهم في الأخلاق.
وشَتَّى: في موضع الحال، أي يَؤُوب الحلَبة متفرقين، وشَتَّى: فَعْلَى من شَتَّ يشت إذا تفرق.
١٩١٥- شَغَلَتْ شِعاَبِي جَدْوَاى
ويروى"سَعَاتِي"وهو اسم من سَعَى يَسْعَى، والْجَدْوَى: العَطَاء، أي شغلَتْني النفقةُ على عيالي عن الإفضال على غيري.
قال المنذري: سَعَاتي تصحيف وقع في كثير من النسخ.
١٩١٦- شَاكِهْ أباَ يَسَارٍ
المُشَاكهة: المُشَابهة، وأصل المثل أن رجلا كان يعرض فرسًا له على البيع، فقال له رجل يقال له أبو يسار: أهذه فرسُكَ التي كنت تصيد الوحْشَ عليها؟ فقال له صاحب الفرس: شَاكِهْ أبا يَسَار، يعني اقْصِدْ في مَدْحك وقارِبِ الموصوفَ في وَصْفك وشابهه وقوله"أبا يسار" نداء لا مفعول شاكه.
يضرب لمن يبالغ في وصف الشيء.
١٩١٧- شَرٌّ مَا يُجيِئُكَ إِلىَ مُخِّةِ عُرْقُوبٍ
ويروى " ما يُشِيئك" والشين بدل من الجيم، وهذه لغة تميم، يقال: أجَأتُه إلى كذا، أي ألجاته، والمعنى ما ألجأك إليها إلا شر، أي فقر وفاقة، وذلك أن العُرْقُوب لا مخ له، وإنما يُحْوَجُ إليه مَنْ لا يقدر على شيء.
يضرب للمضطر جدًا.
١٩١٨- شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ
وهو الرأي الذي يأتي ويَسْنَحُ بعد فَوْتِ الأمر، مأخوذ من دبر الشيء، وهو آخره، يقال: فلان لا يُصَلِّي الصلاَةَ إلا دَبَرِيًّا، أي في آخر وقتها، والمحدثون يقولون: دبريا بالضم. وقال ابن الأعرابي: دَبَريا ودُبرِيا، وقال أبو الهيثم: بجزم الباء، قال القُطَامي: ⦗٣٥٩⦘
وخَيْرُ الأمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه ... ولَيْسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا
وقيل: الدبري منسوب إلى دَبَرِ البعير الذي يعجزه عن تحمل الأحمال، كذلك هذا الرأي يعجز عن حمل عبء الكفاية في الأمور.
1 / 358