22

فإني بأسباب المعيشة أعلم

إذن لأتاك الرزق من كل وجهة

وأثريت مما تغنمين وأغنم

قال الذئب: إي نعم! كما أثرى الكلاب من فضلات موائدك، وطعمت من عظام البهائم الآوية إليك، فجعلت الكلب - وهو واحد منا - يعبدك ويحرس نومتك ويرعى ماشيتك ويعادي بني جنسه في خدمتك!

قال الحمار: مهلا أيها الذئب، فإنا راضون بأن نؤمن بالإنسان، ولكن على شرط أن تحرق الأكف والمناخيس في مجلسنا هذا.

قال الحصان: والسروج والمركبات والطواحين!

فقالت البقر والغنم والماعز بصوت واحد: وأن نكتب كتابا بمنع شرب الألبان، وتحريم ذبح الأنعام والماشية.

فاشتد اللغط بين الإوز والدجاج وصاحت من كل جانب: وذبح الأطيار الداجنة أيضا.

وزمجر النمر قائلا: وقبل ذلك أبيدوا الراميات والرصاص والمفرقعات فلا تبقى منها باقية.

ومضى كل منهم يعرض اقتراحا، أو يزيد شرطا، حتى نفد صبر الإنسان فقال غاضبا: وهل يقال أيها البهائم إنكم تؤمنون بي وأنتم تقيدونني بهذه الشروط، وتجعلونني آلة بين أيديكم؟ أم حسبتم أنني لا أنال منكم قسرا ما أعرضه الآن عليكم عرضا.

Unknown page