============================================================
الثاني : أنه ارتفع صوته رضي الله عنه إلى أن سمعوه في ذلك الوقت؛ فإنه لما جاء البشير إلى المدينة بعد شهر.. أخبر بأنهم سمعوا في ذلك الوقت صوتأ يشبه صوت عمر رضي الله عنه الثالث : تعليهم وارشادهم الى طريق الظفر والنجاة الرابع: إخباره بأنهم إن لم يسلكوا ما أرشدهم إليه. . غلبوا ، وإن سلكوا ما قاله.
انتصروا، وهذكذا وقع، فكان فيه - مع الإرشاد إلى وجهة الرأي - العلم بما سيقع الخامس: استغراقه بأنواع الطاعات، من القيام بالخطبة، والاهتمام بالسرية، والنصح للرعية، والاجتهاد في إقامة دين الله تعالى، وجريان هذذا الكلام منه وهو لا يشعر(1) ، بحيث إنه رضي الله عنه ما علم آنهم سمعوه ولهذا قال لعلي رضي الله عنه : سمعتني ؟
فقال : سمعتك أنا وكل من في المسجد.
فانظر إلى عظيم استغراق قلبه بالقيام في نصرة دين الله، ومع ذلك فلم يمنعه اشتغاله بالخطبة عما فيه مصلحة المسلمين، حتى لشدة حرصه ليجري ذلك على لسانه وهو لا يشعر، وهذذا هو الإخلاص حقا، وهو إخلاص الخواص، ألا ترى إلى قول بعض العارفين : إن إخلاص الخواص هو ما يجري على الولي لا به، فتبدو منهم الطاعات وهم عنها بمعزل، ولا يقع لهم عليها رؤية، ولا بها اعتداد، كما وقع لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في هاذه الكرامة السادس : أن الله عز وجل اكرمه بتصديق قوله في هذا الموضع ، وفي ما لا يحصى من المواضع ، وجعل النصر والظفر في ذلك الإرشاد.
ومما اختص به : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أشركنا يا أخي في دعاتك" .
ومنها : أنه سراج أهل الجنة .
ومنها: آنه سيد كهول أهل الجنة هو والصديق رضي الله عنهما، ما خلا النبين والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجعين ومنها : أنه حين آسلم.. نزل جبريل عليه السلام، فقال: استبشر أهل السماء باسلام (1) غير مسلم أنه قاله بغير شعور، ولكنه أراد أن يوري فقال : (نطق لساني بما لا أريد)
Page 216