214

============================================================

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت إلى العباس فقال : "يا أبا الفضل؛ الا تسألني الذي سألنيه ابن اخيك ؟" فقال : يا رسول الله ؛ انتهت مسالتي إلى الذي سألتك، قال : فولانيه رسول اله صلى الله عليه وسلم، فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ولانيه أبو بكر رضي الله عنه، فقسمته حياة أبي بكر، ثم ولانيه عمر رضي الله عنه، فقسمته حياة عمر، حتى كان آخر سنة من سني عمر رضي الله عنه أتاه مال كثير، فعزل حقنا، ثم أرسل إلي، فقال : هذذا مالكم، فخذه، فقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت : يا أمير المؤمتين؛ بنا عنه العام غنى، وبالمسلمين إليه حاجة، فرده عليهم تلك السنة، ثم لم يدغنا إليه أحد بعد عمر رضي الله عنه، حتى قمت مقامي هذا فلقيت العباس رضي الله عنه بعدما خرجت من عند عمر، فقال : يا علي؛ لقد حرمتنا الغداة شيئا لا يرذ علينا أبدا الى يوم القيامة . وفيه قال أبو عبد الله : رواته من ثقات الكوفيين .

قال الشيخ : وقد آخرجه أبو داوود في "السنن 4 [2984) ببعض معناه مختصرا عن عثمان ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير وباسناده : عن ابن أبي ليلى قال : لقيت عليا رضي الله عنه عند أحجار الزيت، فقلت له: بأبي وأمي ، ما فعل ابو بكر وعمر في حقكم أهل البيت من الخئس؟ فقال علي رضي الله عنه : أما أبو بكر رضي الله عنه . . فلم يكن في زمانه اخماس، وما كان.. فقد أوفاناه وأما عمر رحمه الله . . فلم يزل يعطيناه حتى جاءه مال السوس والأهواز - أو قال : الأهوان، أو قال : فارس، قال الشافعي رحمه الله : أنا أشك في حديث مطر أو حديث الآخر- فقال : في المسلمين خلة، فإن أحببتم. . تركتم حقكم، فجعلناه في خلة المسلمين حتى يأتينا مال، قأوفيكم حقكم منه، ققال العباس لعلي رضي الله عنهما : لا تطمعه في حقنا، فقلت له : يا أبا الفضل؛ ألسنا أحق من أجاب أمير المؤمنين ورفع خلة المسلمين، فتوفي عمر قبل آن يأتيه مال فيقضيناه .

وقال الحكم في حديث مطر والآخر : إن عمرقال : لكم حق ، ولا يبلغ علمي - إذ كثر- أن يكون لكم كله ، فإن شيتم. . أعطيتكم منه بقدر ما أرى لكم، فأبينا عليه إلأ كله، فأبي أن يعطينا كله . انتهى (0 السنن الكرى،344343/6] .

قال مؤلفه محمد بن الحسن - عفا الله عنهما، وحفظ عليه الايمان، وتوفاه عليه، آمين - : اعلم : أن لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خصائص لم يشاركه فيها

Page 214