193

============================================================

وفي رواية : عن مالك بن مغول، عن يحيى بن سعيد ، عن أبيه، قال : قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن الأرقم : اقسم بيت مال المسلمين في كل شهر مرة، اقسم مال المسلمين في كل جمعة مرة، ثم قال : اقسم بيت مال المسلمين في كل يوم مرة، قال : فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين؛ لو أبقيت في مال المسلمين بقية تعدها لنائبة (1) أو صوت؛ يعني : حادثة، قال : فقال عمر للرجل الذي كلمه : جرى الشيطان على لسانه، لقنني الله حجتها، ووقاني شرها، أعذ لها ما أعد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية : عن الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي ، أنبأنا غير واحد من أهل العلم : أنه لما قدم على عمر بن الخطاب ما أصيب من العراق.. قال له صاحب بيت المال: أنا أدخله بيت المال، قال : لا ورب الكعبة، لا يؤوى تحت سقف بيت حتى أقسمه، فأمر به، فوضع في المسجد، ووضعت عليه الأنطاع، وحرسه رجال من المهاجرين والأنصار.

فلما أصبح. غدا معه العباس بن عبد المطلب وعبد الرحمان بن عوف، أخذ بيد أحدهما، أو أحدهما آخذ بيده، فلما رأوه. . كشطوا الأنطاع عن الأموال، فرأى منظرا لم ير مثله، رأى الذهب فيه والياقوت والزبرجد واللؤلؤ يتلالأ، فبكين، فقال له أحدهما : إنه والله- ما هو بيوم بكاء، ولكنه يوم شكر وسرور، فقال: والله؛ إني ما ذهبت حيث ذهبت، ولكنه - والله - ما كثر هلذا في قوم قط.. إلا وقع بأسهم بينهم، ثم أقبل على القبلة، ورفع يديه إلى السماء وقال : اللهم؛ إني أعوذ بك أن اكون مستدرجا؛ فإني أسمعك تقول سنستدر جهرتن حيث لا يعلمون ثم قال : أين سراقة ابن جعشم ؟ فأتي به أشعر الذراعين دقيقهما، فأعطاه سواري كسرى، فقال : البسهما، ففعل، قال : قل : الله اكبر، فقال : الله اكبر، قال : قل : الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبتهما سراقة ابن جعشم أعرابيا من بني مدلج ، وجعل يقلب بعض ذلك بعصا ، فقال : إن الذي أدى إلي هذا.. لأمين ، فقال له رجل : أنا أخبرك، أنت أمين الله، وهم يؤدون إليك ما أديت إلى الله، فإذا رتعت. . رتعوا، [قال : صدقت] ثم فرقه قال الشافعي - رحمه الله - : وإنما البسهما سراقة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) النائبة : الحادثة، وأما الصوت : فالراد صوت استغاثة، أو نداء حرب واستتفار

Page 193