183

============================================================

حزمها، وهم يتحادثون ؛ لأمنهم، وما أكرمهم الله عز وجل به من توطئة البحر لهم ببركة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وكل ذلك معجزات ظاهرة، وآيات متباصرة لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ظاهر لا يخفى : كالشس في آفق السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقا ومغاربا وكان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه متواضعا في الله عز وجل، خشن العيش، خشن المطعم ، شديدا في ذات الله عز وجل، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفه مع عظم هيبته، ويركب الحمار عريانا(1)، والبعير مخطوما بالليف، وكان قليل الضحك، لا يمازح أحدا، مقبلا على شأنه، وكان أيسر، وكان يتختم في اليسار، وكان نقش خاتمه : كفى بالموت واعظا يا عمر، واذا مشي. . كان شديد الوطء على الأرض، وجهوري الصوت، رضي الله عنه وأرضاه: وأما فتح نهاوند. . فكانت - كما تقدم - في خلافته أيضا في سنة إحدى وعشرين، وكان الأمير على الجيش النعمان بن مقرن المزني رضي الله عنه؛ فإنه صحابي جليل، قدم مع قومه مزينة في آربع مئة راكب، ثم سكن البصرة، وأمره أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على الجنود إلى نهاوند، ففتح الله عز وجل على يديه فتحا عظيما، ومكن له في تلك البلاد، ومكنه من رقاب أولئك العباد، ومكن به للمسلمين هنالك الى يوم التناد، ومنحه النصر في الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وأباح له - بعدما أراه ما أحب - شهادة عظيمة، وذلك غاية السؤل والمراد ، فكان ممن قال الله عز وجل في حقه : ( إن الله أشترى مرب الثؤمنيب أنفسهة وأقوالمكم يأرب لنهم الجئة يقخلورب فى سكيل الله بيقثلود ويقتلوربب وقدا عليه حفا في التوردة وآل نحيل والقرمان ومن أوو يعتهمدهه م الله فأستنشر وا ببيعكم الذى بايعثم يله وذللك هوالفود العظيه) قال ابن الجوزي : وعن آنس رضي الله عنه قال : (سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما - وبيني وبينه جوف حائط - [يقول] : عمر أمير المؤمنين، بخ بخ! والله؛ بي الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : نادى عمر في الناس : الصلاة جامعة، ثم جلس على المنبر، فما تكلم حتى امتلأ المسجد، ثم قام، فقال : (الحمد لله، إني كنت (1) اي : يركب حماره دون أن يضع عليه البردعة.

Page 183