156

============================================================

وأما زهده وتواضعه. فمن المشهورات التي استوى الناس في العلم بها، وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : قد علمت بأي شيء فضلنا عمر، كان أزهدنا في الدنيا .

وروينا : أن عمر رضي الله عنه دخل على بنته حفصة، فقدمت إليه مرقا باردا، وصبت عليه زيتا، فقال : (إدامان في إناء واحد؟ لا آكله حتى ألقى الله عز وجل) . (انتهن " التهذيب، وزاد في رواية ابن سعد : عن الحسن : أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه دخل على رجل، فاستسقاه وهو عطشان، فأتاه باناء فيه عسل وماء، فقال : (ما هذذا؟) قال: عسل وماء قال : (والله ؛ لا يكون ما أحاسب به يوم القيامة) فلم يذقه .

وعن حميد بن هلال : أن حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، فكان لا ياكل، فقال له : (ما يمنعك من طعامنا؟) قال : يا أمير المؤمنين ؛ طعامك جشب(1) غليظ ، واني راجع إلىل طعام لين قد صنع لي ما شئت منه ، فقال أمير المؤمنين رضي الله عنه : (والله؛ لو شئت.. لكنت أطيبكم طعاما، وأرفعكم عيشا، وللكن - والذي نفسي بيده سبحانه وتعالن - لولا أن تنتقص حسناتي. . لشاركتكم في لين عيشكم) [انتهن "الطبقات "280/4] .

وقال النووي - قدس الله روحه - : وعن أنس رضي الله عنه قال : (لقد رأيت في قميص عمر أربع رقاع بين كتفيه) .

وعن أبي عثمان رحمه الله تعالي قال : (رأيت عمر يرمي الجمرة وعليه ازار مرقوع بقطعة جراب) ومن غيره : أن قميص عمر رضي الله عنه كان فيه آربع عشرة رقعة، إحداها من آدم .

وأما فضائل عر رضي الله عنه الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في "الصحيحين".. فاكثر من آن تحصر: منها : عن سعيد بن زيد- أحد العشرة رضي الله تعالى عنهم - قال : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة ، وسعد بن مالك - هو ابن آبي وقاص (1) الجشبت من الطعام : الخشن الغليظ

Page 156