135

============================================================

رضي الله عنه، فقال له قاتل منهم : ما آنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا، وقد ترى غلظته ؟ فقال أبو بكر : (أجلسوني ، أبالله تخوفوني ؟ا خاب من تزود من أمركم بظلم ، أقول : اللهم ؛ وليث عليهم أفضلهم وأقواهم) أو كما قال.

وعن موسى الجهني قال : سمعت أبا بكر بن حفص يقول : قال أبو بكر حين احتضر لعائشة : (إنا ولينا أمر المسلمين ، فلم نأخذ لهم دينارا ولا درهما، وللكنا اكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وإنه لم يبق عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذذا العبد الحبشي ، وهاذا البعير الناضح (1)، وجزد هذذه القطيفة (2) ، فإذا مث .. فابعثي بهن إلل عمر) .

فجاءه الرسول بهن وعنده عبد الرحنن بن عوف، فبكن عمر حتى سالت دموعه على الأرض، وقال : (يرحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده ، ارفعهن يا غلام) .

فقال عبد الرحمان: سبحان الله يا أمير المؤمنين! تسلب عيال آبي بكر عبدا حبشيا، وبعيرا ناضحا، وجرد قطيفة ثمنها خمسة دراهم ؟1 فقال : (ما تأمر ؟) قال : آمر بردمن على عياله، قال : (يخرج أبو بكر عنهن عند الموت ، وأردهن آنا علن عياله ؟! لا يكون والله ذاك أبدا، الموت اسرع من ذلك) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : قال عمر : (يؤتى بأقوام يوم القيامة، فيوقفون بين يدي الله عز وجل، فيؤمر بهم إلى النار، فإذا هم الزبانية بأخذهم. . قال الله تعالى لملائكة الرحمة : ردوهم، فيردونهم، فيوقفون بين يدي الله عز وجل طويلأ، فيقول : عبادي؛ آمرت بكم إلى النار بذنوب سلفت لكم، واستوجبتم بها، وقد روعتكم، وقد وهبت لكم ذنوبكم بحبكم أبا بكر وعمر انتهين [ه تاريخ عمر بن الخطاب7041، 4284 .

وروى الحافظ أبو نعيم - رحمه الله - باسناده إلى زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال : ان أبا بكر رضي الله عنه استسقط، فأتي بإناء فيه ماء وعسل، فلما أدناه من فيه. . بكي وابكن من حوله، فسكت وسكتوا، ثم عاد فيكن، حتى ظنوا ألا يقدروا على مساءلته، ثم مسح وجهه، فأفاق، فقالوا : ما هاجك علي هذذا البكاء ؟ قال : (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل يدفع عنه شيئا يقول : " إليك عني، إليك عني"، ولم آر معه أحدا، (1) التاضح : البعير الذي يسقى عليه (2) اي : التي انجرد خحملها وخلقت، والقطيفة : الكساء الذي له خمل 139

Page 135