70

Majee’ (Abu) fi Mawdi’ Nasb aw Jarr ‘ala al-Hikaya

مجيء (أبو) في موضع نصب أو جر على الحكاية

Genres

ـ وفقهما الله ـ. القول الثالث: لا ترد مطلقًا، لا كتابة ولا نطقًا. وهو ما يدل عليه أثر عمر بن الخطاب ﵁ - عند من يرى ثبوته بمجموع طُرقه ـ، وابن كثير، وبعض التخريجات التي ذكرها ابن هشام في «تذكرته»، وقول الرافعي. وهذا القول ضعيف، يردُّه وجود النصوص الكثيرة، كما سلف في أول البحث. القول الرابع: يمكن أن يقال به: تلزم «أبو» في جميع الأحوال، على لغة قريش. لما حكاه أبو زيد في «نوادره» عن الأصمعي، عن يحيى بن عمر: (أنَّ قريشًا كانت لا تغير الأب في الكنية، تجعله مرفوعًا في كل وجه، من الرفع والجر والنصب). وهذا النص ذكره الملا علي قارئ الهروي (ت ١٠١٤ هـ) في «شرح الشفا» - كما سبق - ولم أجده في مصدر متقدم. وانظر لغة أهل الحجاز في الحكاية فيما سبق في كلام سيبويه، وأبي حيان. وقفة تأمُّل: في الحقيقة لم أجد نصًا صريحًا صحيحًا يحتجُّ به على مجئ (أبو) في موضع نصب أو جر على الحكاية، وإذا وجد في النصوص القديمة، فالتخريج على ما قاله علماء النحو: وردت كتابة لا نطقًا. تساؤل: لماذا تُكتب بالواو، وتنطق حسب موقعها الإعرابي؟ لم أجد جوابًا صريحًا في هذا، إلا إن كانت مثل: الصلوة، الزكوة، الحيوة، ونحوها، وفيها تعليلات كثيرة. (١) أو أنهم أبقوها على الأصل، قالوا: قام أبوك أصله «أبَوُكَ» فأتبعت حركة الباء لحركة الواو

(١) تنظر في: «رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية» د. غانم قدوري الحمد (ص ٢٧٦ - ٢٨٣).

1 / 70