Majallat Bayan
مجلة البيان
Genres
باقتدار وإتقان وحينئذ يكون الضرر عظيمًا على محصولاتها كما يحصل للقطن.
فمثلًا عند ما يصرح بري الشراقى لزراعة الذرة يضطر الفلاح إلى التعجيل بخدمة أرضه وتسميدها للإلحاق على زراعتها زراعة مبكرة لأنها المورد الوحيد لغذائه فلا يمكنه مع ذلك أن يوفي خدمة القطن كما ينبغي لاتساع مساحته وكثرة عمليات خدمته فيكون عن ذلك أسوأ تأثيرًا على محصوله بحيث يبلغ ضرره بضعة ملايين من الجنيهات خصوصًا كلما كان التصريح بري الشراقى بكيرًا فإنه يصادف موسم خدمة القطن وتكاثر ديدانه به فلملافاة ذلك تجب الموازنة في زراعة الأرض بين النباتات التي تستدعي عنية أكثر والتي تستدعي عناية أقل وبين قدرة الفلاح واستعداده وذلك بتنويع زراعة الأرض بالنباتات المختلفة وعدم الاستكثار من زراعة الأصناف التي تستدعي مجهودًا كبيرًا قد لا يمكن للفلاح القيام به وبالتالي تتلف زراعته.
(٨) إن لطول مكث زراعة بعض النباتات في الأرض تأثيرًا أهم في تنويعها فإن القطن وهو محصول صيفي يمكث ثمانية شهور بالأرض ومثله القصب لكنه يمكث أكثر منه لا يكفي غالبًا لتنويع الأرض بعده خصوصًا مع حالة الفلاح الحاضرة زراعتها بغيره من الحاصلات الأخرى لمدة سنة واحدة فقط وبالأخص إذا كانت زراعتها بنبات من غير الفصيلة البقلية ولم تسترح الأرض أثناءها مدة كافية لاستجماعها خصبها.
وقد لوحظ أن الأرض المتبعة فيها الدورة الثنائية ينظامها الحالي ووسائلها القاصرة قد أجهدت تربتها وانحطت محاصيلها.
وإذا فالواجب أن يراعى مع زراعة الأرض بأنواع النبات ذات التأثير الحسن والنباتات الأقل إجهادًا أن يستمر ذلك مدة تكفي لمنع تأثير النباتات المنهكة للأرض أي الأشد تأثيرًا والأكثر إجهادًا لخصوبتها.
(٩) إن لطرق إفلاح الأرض وخدمتها لأنواع النبات تأثيرًا مهمًا على تربتها فإذا أكثرنا مثلًا من زرع الأرض بالنباتات الحشيشية والحبوبية بالتوالي كالبرسيم والقمح والفول والشعير ونحوها من الزروعات التي لا تستدعي حرثًا عميقًا ولا عزيقًا نكون قد حرمنا التربة من التأثير الحسن الذي يكون عن إجراآت الخدمة المتقنة المتكررة الزائدة في خصبها وسمكها عمقها والمستأصلة للأعشاب المؤذية منها كما ينبغي لكنها إذا نوعت
4 / 66