209

Majālis maʿ faḍīlat al-shaykh Muḥammad al-Amīn al-Shanqīṭī

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

الكويت

Genres

وقوله جلَّ وعلا: ﴿أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ الذبح معروفٌ، وبقرة قال بعض العلماء: تاؤه للتأنيث وذكره يسمى ثورًا، وقال بعض العلماء: هي تاء الوحدة، والبقر يطلق على ذكره وأنثاه، وهذه الآية الكريمة تدل بظاهرها على أنهم لو ذبحوا أي بقرة لأجزأت، ولكنهم شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم.
وقوله جلَّ وعلا: ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا﴾؛ أي: قال قوم موسى لموسى -لمَّا قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة-: أتتخذنا هزؤًا، أي مهزوءًا منَّا من قبلك؛ لأن قولنا لك: ادع لنا ربك يبين لنا قاتل القتيل، فتجيبنا بقولك: إنَّ الله يأمركم أنْ تذبحوا بقرة، فهذا الجواب غير مطابق للسؤال!! فكأنك تستهزئ بنا وتسخر منا، ولم يفهموا أن المراد بذبح البقرة أن القتيل يُضْرَبُ بجزءٍ منها فيحيا بإذن الله، فيخبرهم بقاتله.
فقال نبي الله موسى: ﴿أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ أعتصم وأتمنع بربي أنْ أكون من الجاهلين، الجاهلون جمع جاهل وهو الوصف من جَهِل، وأحسنُ تعاريف الجهل عند علماء الأصول أنه: انتفاءُ العلم بما من شأنه أن يُقصد ويعلم، وللعلماء فيه أقوال متعددةٌ ومحلُّ ذكرها في فن الأصول.

1 / 211