التغاير: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدًا، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا، ويكون المقدر منصوبًا على التمييز كقوله تعالى؟إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ؟ [الأنفال: ٦٥] أي: رجالًا أو نحوه لا منصوبًا على الحال لأن الحال المبينة لا تحذف، ولهذا منع بعض العلماء تعلق الجار في؟بِسْمِ اللَّهِ؟ بحال محذوفة أي: ابتدئ متبركًا، وقيل: تأويل التغاير أن خبر الثاني محذوف والتقدير: فهجرته إلى الله رسوله (١) .
وقيل: المراد ثواب من هاجر إلى الله ورسوله، فأقيم السبب مقام المسبب.
وقيل: المراد في الثاني ما عهد في الذهن، وفي الأول المشخص في الخارج مثل أنا أبو النجم، وشعري شعري أي: شعري الذي سمعتموه هو شعري المستقل المعهود في الأذهان فلا حاجة لتقدير محذوف.
فإن قيل: لأي شيء عدل عن الضمير إلى الظاهر حيث قال: «فهجرته إلى الله ورسوله» ولم يقل: «إليهما» مع إنه هو أخص.
فالجواب: أنه فعل ذلك إما لأن في الظاهر استلذاذًا بذكره صريحًا، ولذلك لم