أصابته من بيننا غشية ... فها هو ما إن يبين الكلام
فقالت لهم أنتم بالذي ... تقولون أحرى برب الأنام
فخلوا حبيبي وسيروا فما ... يؤثر فيه عندي الملام
فضمته شوقًا إلى صدرها ... وقالت محمد ماذا الهيام
فقال لها جاءني آنفًا ... من الله جبريل يقرئ السلام
علي ويخبرني أنني ... رسول الإله لهذا الأنام
ألا فأسلمي تسلمي من لظى ... فإنك أولى بهذا المقام
فقالت له إنني قد شهدت ... بأن الإله قديم الدوام
وكان ﷺ لا يسمع شيئًا يكرهه من رد عليه أو تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة إذا رجع إليها، فثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس.
جاء في رواية: أن رسول الله ﷺ قال: خرجت أي: من الغار حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله، وأنا جبريل فرفعت رأسي فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء، فلا أنظر في ناحية إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفًا ما تقدم أمامي ولا أرجع ورائي، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ثم انصرف عني وانصرفت إلى أهلي، فقالت خديجة: يا أبا القاسم أين كنت؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك، فحدثتها بالذي رأيت فقالت: أبشر واثبت فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة (١) .
وقولها «فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة (٢)» .