154

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Investigator

أحمد فتحي عبد الرحمن

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

Hadith
به من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا ولا يسجدان إلا لنبي وإنا نجده في كتبنا وسأل أبا طالب أن يرده خوفًا عليه من اليهود. المرة الثانية: مع ميسره وكان عمره خمسًا وعشرين سنة ويقال استاجرت معه رجلًا من قريش فلما دخلوا نزلوا تحت ظل شجرة بقرب نسطور الراهب، قال البرهان الحلبي: ولا أعلم أحدًا ذكره في الصحابة بخلاف بحيرا فلما رآه نسطور قال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وفي رواية: ما نزل تحتها قط إلا نبي. المرة الثالثة: ليلة الإسراء وصل إلى بيت المقدس. المرة الرابعة: إلى تبوك، فأما دمشق فإنه لم ينقل أنه دخلها ﷺ. فلما رجع النبي ﷺ من سفر تجارة خديجة إلى مكة ونظرت خديجة ما جاء به ﷺ بربح كثير فحدثها ميسره بقول الراهب. وذكر في كتاب شرف المصطفى أن النبي ﷺ لما رجع من بصرى وقرب من مكة قال له ميسرة: عجل إلى خديجة وبشرها بالربح الكثير، وكانت خديجة تصعد على سطح دارها أوقاتا لتنظر هل قدموا من السفر أم لا، فصعدت يومًا فرأت محمدًا ﷺ على بعيره وعلى يمينه ملك شاهر سيفه وعلى شماله ملك شاهر سيفه والغمامة على رأسه، فلما تحققت أمره امتلأ قلبها فرحًا ورغبت في التزوج به. قال العراقي: ورغبت فخطبت محمدًا فيالها من خطبة ما أسعدها، فأرسلت إليه وعرضت نفسها عليه، ثم أرسلت شيئًا ليرسله لأبيها ليرغب فيزوجه، فذكر رسول الله ﷺ ذلك لأعمامه فخرج حمزة وأبو طالب (١)، ورؤساء الحرم إلى خويلد بن أسد

(١) نقل محب الدين الطبري في السمط الثمين (ص: ١٥) عن ابن إسحاق أنه قال: «وحضر أبو طالب ورؤساء مضر فخطب أبو طالب فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضيء معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوبًا، وحرمًا آمنًا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجلًا إلا رجح به، فإن كان في المال قل، فإن المال زائل، وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي كذا وهو والله بعد هذا نبأ عظيم، وخطر جليل فتزوجها» . قلت: لم نقف عليه من رواية ابن إسحاق ووقفنا عليه من قول أبي الحسين بن فارس كما في السيرة الحلبية (١/٢٢٦)، وأورده ابن الجوزى في صفوة الصفوة (١/٧٤) بقوله: «وقد ذكر بعض العلماء أن أبا طالب حضر العقد ومعه بنو مضر فقال أبو طالب ... فذكره» كما ذكره الإمام أحمد في مسائله (ص: ١٩) ولم يعزه إلى أحد.

1 / 199