Majalis Sultan Ghuri
مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري
Genres
قدم إلى مصر أحد شعراء التركية في أواخر القرن التاسع الهجري وأوائل العاشر، وهو رجل عربي الأصل شريف النسب اسمه حسين بن حسن بن محمد الحسيني الآمدي، ولعله فر إليها؛ إذ كان من المقربين إلى الأمير جم ابن السلطان الفاتح، وبقي في مصر حتى توفي سنة 920، ولا ندري متى قدم إلى مصر، ولكنا نعرف أنه اتصل بالسلطان أول سنة من ملكه، فأمره بترجمة كتاب الشاهنامة إلى اللغة التركية، فامتثل أمره، وأتمه في عشر سنين، آخرها سنة ست عشرة وتسعمائة.
وقد نظم الشاعر في مقدمة الشاهنامة فصلا بين فيه أن السلطان كان مولعا بقراءة التاريخ والقصص، وكان في خزانته كتاب الشاهنامة فأمره بترجمته إلى التركية، مع أن السلطان يعرف الفارسية.
ولا ريب أن السلطان أراد أن يقرن اسمه بهذا الكتاب الخالد، كما اقترن به اسم السلطان محمود الغزنوي، الذي قدم إليه الأصل الفارسي، وكما اقترن به اسم الملك المعظم الأيوبي الذي أمر بترجمته إلى العربية.
في مقدمة الكتاب وخاتمته نحو ألف بيت، يبدأ المؤلف بالتحميد ومدح الرسول والخلفاء، على سنة شعراء الفرس والترك، ثم يذكر سيرة مماليك مصر منذ سنة 870ه؛ يذكر قايتباي والملوك الذين خلفوه في فترة الاضطراب التي بينه وبين الغوري، ثم يفيض في مدح السلطان، ثم يبين سبب نظم الكتاب، ثم يشرع في ترجمة الشاهنامة، وفي الخاتمة يمدح السلطان ويبين أنه نظم الكتاب باسمه وأتمه في دولته، ويتكلم عن أخلاق السلطان وسياسته وشغفه بالعلم والأدب، ومعرفته لغات كثيرة، ومشاركته في الإنشاء والشعر، ونظمه في توحيد الله ومدح الرسول، وإلمامه بالموسيقى، ونظمه موشحا للغناء، وولعه بقراءة التواريخ إلخ ... ثم يصف مجلس السلطان واجتماع العلماء فيه لمذاكرة العلم، ويذكر المغنين والموسيقيين الذين يطربون السلطان في مجالسه.
ثم ينتقل إلى وصف عمارات السلطان وصفا مفصلا، فيعدد تسعا منها.
والخلاصة أن في مقدمة الكتاب وخاتمته ما يكشف عن بعض تاريخ الغوري، ولا سيما الجانب الأدبي منه، ويبين طرفا من تاريخ مصر، بعد حساب المبالغات الشعرية. (18) مجالس السلطان الغوري
يقول الشريفي، ناظم الشاهنامة باللغة التركية، في مقدمة الكتاب:
شها خوش مجلسك وار جنت آرا
أو مجلسده قمونسنه مهيا
حقيقتده علومك منبعي در
Unknown page