200

Majālis al-Sulṭān al-Ghūrī: Ṣafḥāt min tārīkh Miṣr fī al-qarn al-ʿāshir al-hijrī

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

Genres

فالأئمة منحهم الله علم الباطن والظاهر معا، ولسهولة الظاهر كان الكل فيه لهم تبعا.

وإنما سهل عندهم أمره ما في القضاء والإفتاء من محبة الأمرة، هلا قلدوا أبا حنيفة في ورعه وهجره وسنه، وفي إحياء الليل كان يصلي الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة.

علت هممهم فنالوا الولاية الأخروية، فهم أبعد الناس من ملاحظة ولاية دنيوية، وهذا شأن بقية الأئمة في المراقبة، والتدقيق في قمع النفس والمحاسبة.

سؤال:

قال حضرة مولانا السلطان: الإيمان الذي هو التصديق؛ هل هو نظري يحتاج إلى فكر، أو بديهي أي لا يحتاج إلى نظر وكسب؟

الجواب:

قال أقضى قضاة العالم، شيخ الإسلام في العرب والعجم، قدوة أئمة المحققين، قبلة العلماء في العالمين، الشيخ كمال الملة والشريعة والحقيقة والتقوى والفتوى والدين، محمد القادري أدام الله أيامه:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين.

وبعد؛ فهذه مسألة لطيفة، ذكرت في الحضرة الشريفة، حضرة مولانا الإمام الأعظم، والهمام المعظم، من فاق ملوك الزمان بعلمه، وفضلهم بجودة فكره ودقة فهمه، إن ذكرت لديه المشكلات بادر إلى حلها، وإن عرضت عليه المعضلات أوضحها لأهلها، كم من فائدة جليلة يفيدها، ونكتة بديعة يبديها ويعيدها، مجالسه بأرباب الفضائل مشحونة، ومجالسه لا يرضى أحدا دونه.

اللهم زده من لدنك علما، وتوفيقا وحلما، وأدم به نفع العباد، وأصلح بوجوده فساد البلاد، آمين يا رب العالمين.

Unknown page