160

Majālis al-Sulṭān al-Ghūrī: Ṣafḥāt min tārīkh Miṣr fī al-qarn al-ʿāshir al-hijrī

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

Genres

ما قول علماء الدين، رضوان الله عليهم أجمعين، في شخص يقول: لم تثبت نبوة إخوة يوسف الصديق عليه السلام، هل يقع في محذور مع أن القاضي عياضا قال في الشفا: وأما إخوة يوسف فلم تثبت نبوتهم، ومال إليه القرطبي والإمام الفخر الرازي، وابن كثير قال: لم يقم دليل على نبوة إخوة يوسف؟

ثم قال في الجواب أعلم العلماء المحققين، وبرهان الفقهاء المدققين، أستاذي أستاذ العالم، شيخ إسلام العرب والعجم، برهان الملة والشريعة والحقيقة، والتقوى والفتوى والدين ، إبراهيم بن أبي شريف:

الحمد لله الهادي للصواب، لا يجيء على قائل ذلك محذور، ومن قال بخطأ هؤلاء

14

فهو غير مصيب، والمسألة خلافية.

وصححه أعلم علماء الحنفية، ومحب الحضرة الأشرفية، المحقق المدقق الذكي، الشيخ برهان الدين الكركي.

وصححه شيخ الإسلام السالك، وأعلم علماء مذهب الإمام مالك، الشيخ برهان الدين الدميري.

وصححه شيخ الإسلام، أستاذي وأستاذ البشر، العالم العامل الولي، قاضي القضاة الحنبلي.

وصححه مجتهد العصر، وشافعي الدهر، صاحب الوصف الجميل، الشيخ كمال الدين الطويل.

لما وقع نظر مولانا السلطان على القاضي محمود في تلك الليلة، وفهم منه أن مقصوده الغلبة بالجدل والسفسطة، ومطلوبه من البحث ما هو إلا المكابرة، لا إظهار الصواب والمناظرة، وقصده الغلب المطلق، وإن كان على غير الحق، وأنه يفشي أسرار المجالس العلية عند الناس، ويفتخر به بين العوام والخواص، غلب أسماء القهرية على الحضرة الغورية، واتصف السلطان صاحب النصر والفتوح، بصفة سيدنا نوح عليه السلام،

Unknown page